أردا جولير موهبة ريال مدريد الجديـد الذى يحول الضغط

بعد 11 عاما أصبح أردا جولير ثاني لاعـب تركي يرتدي قميص ريال مدريد بعد نوري شاهين.

لم ينجح نوري شاهين بقميص الملكي بعد انتقاله مـن بوروسيا دورتموند حينها.

والآن ريال مدريد سينتظر مـن الموهبة التركية الأبرز فى السنوات الاخيره فى مسح غبار التجربة السابقة وبدء عهد جديد شاب.

بدأ جولير مسيرته فى أكاديمية جينتشلر بيرجلي وبسبب مهاراته انتقل لفنربخشة فى 2019 بعمر 14 عاما، سيرهات باكمزيتشي كشاف فنربخشة اعلن عنه: “الكره مثل أحد أعضائه”.

بينما اعلن إيرول توكوزلر مدربه الاول فى تصريح لشبكة “ذا أثليتك”: “إنه مرتاح للغاية مع الكره. كانـت هذه اهم ميزة له”.

بينما اعلن فيتور بيريرا مدربه الأسبق فى الكناري: “قضيت 5 مواسم فى أكاديمية بورتو، فى ذلك الوقت رأيت لاعبين قلائل لديهم نفس جودته وشخصيته”.

بعد عامين فقط حصل جولير على فرصته الأولى، وجذب الأنظار بعد دقيقتين فقط مـن مشاركته كبديل بقميص الكناري حيـث صنع أول هـدف له فى الدورى التركي فى أغسطس 2021 بعمر 16 عاما فى الفـوز على أنطاليا سبور.

فى العام الاول كانـت عَدَّدَ الدقائق قليلة فظهر اثناء موسـم 2021-2022، فى 286 دقيقة اثناء 12 مباراة، وخلالها سجل 3 وصنع 3.

أظهر جولير أنه يمتلك شيئا ويحتاج لفرصة أكبر خاصة مع رحيل ميسوت أوزيل عَنْ النادي وقدوم البرتغالي جورج جيسوس وحصوله على القميص رقم 10.

فى موسـم 2022-2023 وفي ظهوره الاول امام قاسم باشا فى الجولة الثانية سجل هدفين مـن مشاركته كبديل فى مباراة انتهت بالفوز 6-0.

توقع العديد أنه سيحظى بفرصة أكبر لكنه فى الجولات الـ 19 الأولى مـن الدورى التركي لعب فى 6 مباريات فقط بـ 41 دقيقة.

لكنه تحصل على دقائق أكبر فى الدورى الأوروبي عوضا عَنْ ذلك، امام دينامو كييف الأوكراني أصبح رابع أصغر مـن يسجل ويصنع فى مباراة واحده فى تاريخ المنافسه بعمر 17 عاما و251 يوما.

انتظر جولير حتـى مقابلة قاسم باشا فى الدور الثانى اثناء يناير الماضي. حصل خلالها على فرصة المشاركة الأساسية ولم يكن مخيبا فصنع 5 فرص محققة للتسجيل لزملائه فى مباراة انتهت بالفوز 5-1.

بدأ يحصل على فرصة المشاركة ومنذ تلك المباراه غاب عَنْ مباراة واحده فقط فى الدورى التركي.


-خريطة المراكز التى ســاهم بها جولير مع فنربخشة العام الماضي

الصُّورَةُ السابقة تُظهر اعتماد جورج جيسوس عليه فى مركز الجناح ولاعب الوسـط الأيمن بشكل أساسي، كَمَا يمكنه اللعب كلاعب وسـط وصانع ألعاب أيضا لكن خَاض عَدَّدَ دقائق بهذين المركزين بشكل أقل.

مع اعتماد النادي على خطة 4-1-3-2 برز جولير فى تلك المراكز السابقة وبسبب اعتماده على قدمه اليسرى فأن التركي الشاب كان كثيرا مـن يستفيد مـن قدمه العكسية فى التهديد والتسجيل.

مجموعه “ذا أثليتك” وضحت جاء الى لتفكير أنشيلوتي فى اللعب بخطة 4-4-2 ليصبح فينيسيوس جونيور ورودريجو مهاجمان وهو ما قد يفسح المجال للتركي للمشاركة كجناح أو لاعـب وسـط أيمن، وربما يلعـب بخطة 4-2-3-1 وكلاهما تتناسبان مع قدراته.

فى العام الماضي كان جولير ثالث لاعبى الوسـط والهجوم فى الدورى التركي الذين حملوا الكره برصيـد 20 مرة (حمل الكره: الركض بالكرة لمسافة تزيد عَنْ 5 أمتار أو أكثر).

وتواجد على قائمة العشرة الأوائل لحمل الكره لمسافة 206 مترا لكل 90 دقيقة.


-خريطة توضح حمل جولير للكرة برصيـد 201 مرة فى الدورى التركي

اثناء العام المنقضي صنع 40 فرصة محققة للتسجيل بمعدل واحده لكل 23 دقيقة وهو افضل معدل فى الدورى التركي منذ موسـم 2014-15 والذي كان بحوذة الفرنسي ماثيو فالبوينا (صناعة فرصة محققة لكل 24 دقيقة).

وعلى مستوى صناعة الأهداف المتوقعة لكل مباراة فأنه يمتلك معدل 0.42 لكل مباراة مـن بينها 0.29 مـن لعب مفتوح.

مقارنة باللاعبين الذين خاضوا 800 دقيقة على الأقل فى الدوريات الخمس الكبرى فقط يتفوق عليه 7 لاعبين هم كيفين دي بروين (0.52) وليونيل ميسي (0.51) وإدون زهيرجوفا (0.45) وريمي كابيلا (0.43) وريان شرقي (0.43) ونيمار (0.43) وجوردي ألبا (0.43).

جولير اعلن جاء الى: “عندما ألعب أثق أنني سأسجل، شاهدت أليكس دي سوزا (أسطورة النادي) عندما كنت صغيرا، وشاهدت كثيرا ميسوت أوزيل والآن مارتن أوديجارد وكذلك كيفين دي بروين”.


مـن المفترض ان تشكّل الدقائق القليلة مع الآمال العرضية عليه ضغوطا لكنه يستطيع تحويلها لسعادة حسبما اعلن.

فصرّح جولير جاء الى: “لا أشعر بأي ضغط عليّ، علينا العمل بسعادة وامتنان، ليس ضغط، أحاول تحويل الضغط لسعادة”.

فى نهاية العام قدم جولير مباراة استثنائية ربما هى الأفضل له اثناء نهائى كاس تركيا امام باشاك شهير.

صنع هدفا فى المباراه النهائيه فى الدقيقه الأولى لميتشي باتشواي.

وخلال تلك المباراه صنع 8 فرص محققة للتسجيل لزملائه مساهما فى تتويج فريقه بالالقاب لأول مرة منذ 10 مواسم.


-خريطة توضح الفرصة المحققة لزملائه فى نهائى كاس تركيا

الشهر الماضي ظهر جولير ضوء قائمة طويلة مـن المرشحين لجائزة الفتي الذهبي فقال عنه توكوزلر: “هو جوهرة، إذا كانـت هناك جَائِزَةٌ سيحصل عليها، أنظر للدوري الان ولا أرى لاعبا يمتلك مهاراته، هناك المزيد مـن المواهب لكن عند قدوم أردا فأنه يجلب شيئا للمباراة حتـى ولو لعب 5 دقائق، يفعل شيئا”.

بعد أسبوع سجل هدفه الاول بقميص منتخـب تركيا فى تصفيات يورو 2024 فى الفـوز على ويلز 2-0 بتسديدة يسارية متقنة جعلته أصغر مـن يسجل لمنتخب تركيا على الإطلاق بعمر 18 عاما و114 يوما.

انضم جولير لريال مدريد بعد ارتباط اسمه جاء الى بميلان وباريس سان جيرمان وآخرهم برشلونه والذي اقترب بشدة مـن الحصول على اللاعب قبل ان تتحول الدفة للعاصمة الإسبانية.

فى ريال مدريد سيكون جولير أصغر لاعـب فى النادي فقط هناك لاعبين أصغر مـن 21 عاما وهما ألفارو رودريجيز وإدواردو كامافينجا. (الثنائي خَاض 2076 دقيقة العام الماضي)

وفي قائمة عَدَّدَ الدقائق التى خاضها اللاعبـين الأقل مـن 21 عاما فى الدورى الإسباني العام الماضي يأتي ريال مدريد المركـز التاسع.

بينما يعتلي برشلونه القائمة بـ 8555 دقيقة متفوقا على فالنسيا الثانى بما يفوق 3000 دقيقة.

تشافي هيرنانديز المدير الفنى لبرشلونة وثق فى جافي وأليخاندرو بالدي فساهما فى التتويج بلقب الدورى الإسباني على سبيل المثال.

جولير فى المؤتمر الصحفى اعلن: “خيار الإعارة ليس فى مخططاتي”، وهو ما يعني تمسكه بالفرصة للعب بقميص ريال مدريد وعدم الخروج فى إعارة أو الانتقال المؤقت لفريق ريال مدريد كاستيا.

لذلك ربما سيكون لجولير فرصة أكبر مع رحيل ماركو أسينسيو ووجود رودريجيو فقط فى مركزه ليشعل مسابقه تكون فى صالح كارلو أنشيلوتي وريال مدريد على الجبهة اليمنى قبل موسـم بكل تأكيد سيكون مزدحما.